أ.م.د محمد ناجي محمد الزبيدي
الملخص
تبين من خلال هذه الدراسة , إن العراق يعاني من تبعية تجارية التي ادت إلى استنزاف الثروة الوطنية المتمثلة بالإيرادات النفطية نتيجة اهمال العراق للقطاعات الاخرى واعتماده على النفط بشكل كبير جداً , وتمثل الاستنزاف في الانفاق الاستهلاكي بشقيه العام والخاص , واتجاهه نحو الخارج من أجل تلبية المتطلبات المحلية , وهذا ما يعني حرمان الاقتصاد العراقي من الحقن (الانفاق)الذي لو تم توجيهه وبالتنسيق مع السياسات التجارية وخصوصاً الحمائية نحو الداخل لأدى إلى تحفيز المنتجين على زيادة الاستثمار في اغلب القطاعات وتفعيلها ومن ثم زيادة الانتاج وتلبية الحاجة المحلية وتصدير الفائض نحو الخارج وانهاء التبعية التجارية .وعلى الرغم من حصول البلدان النامية ومنها البلدان العربية وخصوصا العراق, على التحرر والاستقلال السياسي من السيطرة الاستعمارية إلاأنها ما زالت تقبع في زنزانة التبعية الاقتصادية وخصوصاً التجارية , حيث لاحظنا من خلال البحث , ان مؤشرات التبعية التجارية لاتشير فحسب بل تصرح بأن الاقتصاد العراقي هو اقتصاد تابع للعالم الخارجي , إذ بلغ متوسط درجة الانكشاف التجاري أكثر من 75 % من قيمة الناتج المحلي الاجمالي, كما وبلغ متوسط درجة التركيز السلعي أكثر من 98% من اجمالي الصادرات , في حين بلغ متوسط درجة التركيز الجغرافي للصادرات أكثر من 47% من اجمالي الصادرات , واخيراً بلغ متوسط نسبة الميل المتوسط للاستيراد أكثر من 27.5% من قيمة الناتج المحلي الاجمالي العراقي
