You are currently viewing التعليم الابتدائي يحتاج ثورة(2):

التعليم الابتدائي يحتاج ثورة(2):

التعليم الابتدائي يحتاج ثورة(2):

ا.د.حمزة محمود شمخي
في مقالنا(التعليم الابتدائي يحتاج ثورة)الجزء الاول المنشور في 4/10 انتهى المقال عند ثلاث متغيرات تم اعتبارهم اساس(الثورة)التي يجب ان تكون لضمان مسيرة تربوية تتلائم والاهداف التعليميةالتي نسعى لها جميعا.
وقبل مناقشة تلك المتغيرات من الضروري التاكيد ان المرحلة الابتدائية هي مرحلة الاولوية في التربية(مرحلة النهضة التعليمية والرياضية في المجتمع،فهي المرحلة الثانية للطالب بعد أسرته،كما أنها مرحلة البداية في تكوينه الشخصي من سن 6 سنوات بداية التكليف حتى سن التمييز وهو 12من عمره)وينظر العالم المتقدم إلى هذه المرحلة الأساسية لتربية التلاميذ نظرة خاصة لا تماثلها اي نظرة باتجاه العملية التربوية ورقي المجتمع علميا واجتماعياوصحيا.
ان المرحلة الاولى هي مرحلة تأهيل التلاميذ لكي(يتوافقون مع المجتمع)ولو بدأنا بهذه (الثورة)الان فاننا سوف نحصد ثمارها بعد6سنوات وهو سن التمييز للتعليم الابتدائي ليكون مدخلا للتعليم المتوسط والاعدادي،وعند ذلك يحصل تكامل في أسس التربية والتعليم.
والثورة التي ندعو لها يجب ان تكون ضامنة لفرص(التعليم للجميع)بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية او المناطقية للتلاميذ.
والسؤال كيف تتحقق(الثورة)التربوبة؟ومثل هذا السؤال يجعل البعض يتجنب الاجابةعن(كيف)،ومع ذلك سوف نحدد كيف تتم الثورة.
لقد عرضنا في مقالنا السابق متغيرات(الثورة) التي يجب ان تكون وهي:
1-القضاء على(التسرب)بقوانين صارمة.
2-(نسف المناهج) للدراسة الابتدائية.
3-تحفيز تخصصيات الموازنة العامة المخصصة للتربية،واستثمارهابمستوى الثورة.
هذه المتغيرات الثلاث مترابطة احدهما يكمل الاخر،وقد وجدت في مناقشة(نسف المناهج) كمتغير يشكل قاعدة الثورة وبدايتها مما سوف اعطيه الاهتمام التحليلي في هذا المقال.
ان(نسف المناهج)لا يعني الغاء القديم وانشاء جديد كما يتصورها البعض،فهي أساس(الثورة) التي ندعو لها وهي عملية لا تتسم بالسهولة ويجب ان تتحقق خلال توقيت قياسي ملزم وان تصاغ وفق افكار جيل المرحلة الاولى للابتدائية جيل الصفاء الذهني والابداع المتوقع،جيل الالكترونيات والحياة الرقمية.
لقد اجرت وزارة التربية خلال السنوات الماضية إحداث تغيير مستمر في المناهج الغت من خلالها مواد واستحدثت مواد بدون تخطيط ما(اتسمت بالصعوبة والتعقيد في المرحلة الابتدائية)كما يشير الى ذلك المختصين(بحجة مواكبة التطورالحاصل في دول العالم)متجاهلة الوضع العام غير المستقر الذي يمر به العراق،وطبيعة المعرفة عند التلاميذ وغلق المدارس بتاثيركورونا التي شملت كل المراحل من الاول حتى السادس الابتدائي،في حين دعوتنا الى(نسف المناهج) هو العمل الانتقالي المرحلي،اي ثورة في مناهج المرحلة الاولى وعندما تنتهي نبدا(بثورة)في مناهج المرحلة الثانية وهكذا للمرحلة السادسة مما يخلق بناء تكاملي في المناهج وفي شخصية التلميذ المعرفية،وهذا يعني ان المناهج( تبنى من الأسفل إلى الأعلى،كما حدث بالصف الأول الابتدائي،حيث إن تغيير المنهج في خطة التطوير لها توقيت معين).
ومن المؤكد ان نسف المناهج ،سوف يخلق حزمة من الاختلافات والتباينات(تتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية هي المنهج المعتمد ومحتوياته وأسلوب تدريسه إضافة إلى كفاءة القائمين)على التدريس.والعناصر الثلاث هي اساس الثورة في نسف المناهج مع محاولةربط التعليم الابتدائي بالتعليم المهني في المناهج حتى يزداد وعي الطلاب في هذه المرحلة التعليمية.ولنا في التجربة المصرية حيث تم صياغة مناهج المرحلة الابتدائية وفق التخصص المناطقي،ففي المناطق الصناعية تم تعزيز المناهج بالمواد المهنية وهكذا.
والاهم هنا هو أن يكون المعلمين(مدربون تدريبا رفيع المستوى)يمكنهم من جني ثمار الثورة وهذا يتطلب إدراج(المعلمين في دورات تدريبية تعيد تأهيلهم ليكونوا(مربين)يقومون ببناء جيل وفق إطارات علمية وانسانية وتربوية.وفي ما يخص مواكبتهم للتغييرات التي تطرأ على المناهج،يجب مراعاة قدرات المعلم على مناهج (الثورة)الجديدة وتوفير دورات وورش يتدربون فيها.وهنا يمكن ان يعزز هؤلاء المعلمين بمعلمين حاصلين على(درجة الماجستير،بالإضافة إلى دراسات موسعة في العلوم التربوية والمواد الدراسية)لجميع المراحل وهو ما اعتمدته احدى الدول ذات الرقي التربوي المتطور.
ورغم ان عملية(نسف المناهج)سوف تحاط بصعوبات تنفيذية،الا ان هناك أسباب كثيرة تدعونا إلى التفاؤل(أولها ما يتميز به العراق من تاريخ ثقافي عريق يمتد عبر قرون من الزمن،والثاني أن العراق كان يعيش قبل عقود مضت حالة من الانتعاش المبهر في مجال التربية،لم تدمرها الأحداث،ولكن أضعفتها.والثالث يكمن فيما يمتلكه العراق من موارد الثروة).
سوف يترك لمتخذي القرار في وزارة التربية مسؤولية المباشرة في ان يشرعوا لقواعد الثورة مستعينين بالمختصين التربويين وذلك باختيار مناهج المرحلة الاولى وبعد تطبيقها يتم صياغة مواد المرحلة الثانية وهكذا.
#الحياة تربية وتعليم

شارك هذا المنشور